العين الزرقاء تيزنيت

العين الزرقاء تيزنيت و تسمية مدينة تيزنيت و أسطورة للا زينينيا

أولا- العين الزرقاء تيزنيت 

سبق لنا في فيديو “لنكتشف مدينة تيزنيت عاصمة الفضة 90 كيلومترا جنوب أكادير” أن أطلعناكم على بعضٍ من أهم المعلومات الأساسية التي ينبغي معرفتها عن مدينة تيزنيت. كنا ذكرنا في الفيديو السابق أننا سنعود لمدينة تيزنيت للحديث عن العين الزرقاء بها، ومنه هذا الفيديو لليوم: العين الزرقاء تيزنيت .

في هذا الفيديو سنسلط الضوء بالدرجة الأولى على العين الزرقاء في تيزينت ، على أن نتطرق كذلك لمعلومات إضافية أخرى نتمنى أن تكون ذات فائدة لكم.

تشتهر تيزنيت بعدة مآثر وأماكن تستحق الزيارة والتعرف عليها، مثل القصبة المخزنية وتعرف باسم قصبة أغناج، وسور المدينة بطول حوالي 7 كيلومترات والذي يرجع تاريخ بنائه إلى الزيارة التي قام بها السلطان الحسن الأول للمنطقة سنة 1882، بهدف تحصين المدينة. كما يمكن من تيزنيت الانطلاق إلى وجهات قريبة، مثل شاطئ أكلو و شاطئ الكزيرة و شواطئ ميرلفت المتعددة وكذا مدينة سيدي إفني أو كذلك نحو  وجهات أكثر بُعدا مثل تافراوات أو كلميم و الشاطئ الأبيض .

كما بها أمور من الضروري اكتشافها مثل أشجار الأركان ومستحضراتها التجميلية و الحلي و المجوهرات الفضية (والتي بالمناسبة سنتناولها في فيديو لاحق) دون نسيان شراء نعناع تيزنيت المشهور، والتبضع من أسواق تيزنيت الكثيرة، واغتنام فرصة شراء المنتوجات المحلية، مثل: أملو و زيت الأركان والسمن التقليدي واللوز القادم من الجبال المجاورة والعسل الحر والمنتوجات الجلدية، وغير ذلك الكثير… لكن كما قلنا سابقا سنقتصر اليوم على موضوع واحد، وهو التعرف على العين الزرقاء في مدينة تيزينت.

– تسمية مدينة تيزنيت و علاقتها بالعين الزرقاء

ملحوظة: هذه رواية شفهية، وهي الأكثر شهرة بالمدينة والتي يصعب التحقق منها، لكن هذا لا يمنع من ذكرها على سبيل الاستئناس.

تُلقب مدينة تيزنيت بِـ ” عاصمة الفضة ” ، أما اسم تيزنيت ، فيُحكى أن امرأة اسمها للا زنينية أو زينينا كانت مارة بالمكان الذي كان قاحلا في السابق، و أصابها عطش شديد كادت تموت بسببه، فأخذت تدعو الله، وكان معها كلبها الذي أخذ يحفر برجليه في الأرض، فإذا بالماء يخرج من تحتهما، فشربت وشكرت الله، ثم استقرت في المكان، وبعد ذلك حضر الرُّحل من أجل المرعى وسقي الماشية، لكن أغلبهم استقر بالمكان، ومنه تأسست النواة الأولى لمدينة تيزنيت، بسبب وبجوار العين الزرقاء تيزنيت .

الخلاصة إذن -حسب هذه الرواية- أصل اسم تيزنيت هو النطق الأمازيغي لاسم زينينة أو زنينية  التي كانت سببا لظهور النواة الأولى للمدينة حول العين الزرقاء في تيزنيت ، ومهدا لاستقرار حاضرة تيزنيت : تَجَمُّعُ أيت تْزْنيت. وعموما تبقى التجمعات الأولى المعروفة داخل المدينة مدينة تيزنيت هي:  إيد طلحة و  إيد كفا  و إيد زكري… وعليهم تمت تسمية أحياء من المدينة القديمة لتيزنيت.

ولختم هذه النقطة نشير بسرعة إلى روايات أخرى، تعتبر أن الأمر يتعلق بأسطورة حول صراع من أجل البقاء لفتاة هاربة من إحدى القبائل، و هي من اكتشفت هذه العين رفقة كلبها، في حين هناك من يُقر أن زنينية أو تيزنيت هي بنت ملك أمازيغي قديم.

– العين الزرقاء في مدينة تيزنيت

العين الزرقاء تيزنيت منبع مائي متدفق، توجد في المدينة القديمة لتيزنيت وسط السور المحيط بالمدينة القديمة، على بعد حوالي 10 دقائق مشيا من ساحة لْمْشْور في تيزنيت . يزور المكان العديد من أهل المدينة وكذا من مختلف مناطق ماسة وسوس، وزوار المدينة عموما، للاستجمام والسياحة، خصوصا في فصل الصيف. ولاسيما بعد الإصلاحات لتي عرفتها مؤخرا والتي جعلتها في حلة أجمل.

توجد هذه العين قرب مُتحفٍ كان في السابق سجنا، غير بعيد عن القصبة المخزنية وعن المسجد الكبير لتيزنيت .

ثم بعد ذلك، تم ربط هذا المنبع المائي بالمجال المسقي المجاور عبر قنوات لسقي الحقول المجاورة، علما أن العين كانت أكثر تدفقا في السابق، لكن تَراجَعَ منسُوبها مؤخرا.

وهذا فيديو عن الموضوع من قناتنا أهلا أكادير على يوتيوب.

ثانيا- تيزنيت عاصمة الفضة

لمدينة تيزنيت مميزات كثيرة، لعل أهمها موقعها على بعد حوالي 90 كيلومترا فقط من أكادير، وكونُها نقطةَ الانطلاق نحو وجهة غاية في الشهرة وخصوصا بالسياحة الايكولوجية وهي تافراوت ، وأيضا الطريق نحو بوابة الصحراء مدينة كلميم ، إضافة إلى تواجدها على مَقرُبة من شريط ساحلي غني ومناسب لأنواع مختلفة من الأنشطة الساحلية والبحرية، شريط يمتد إلى حدود سيدي إفني به شواطئ كثيرة مثل: شاطئ أكلو وشواطئ مير لفت وشاطئ لكزيرة.

ونظرا لغنى هذه المدينة فقد سبق لنا التطرق لها في أكثر من مرة (وهي فيديوهات سنترك لكم روابطها في صندوق الوصف وفي أول تعليق) بينما سنقتصر اليوم، على عنصر آخر من العناصر التي تتميز بها المدينة، وهي صناعة الفضة، ولِمَ لا و تزنيت تُلقب بعاصمة الفضة.

صناعة الفضة في تيزنيت : تيزنيت مدينة الفضة

تشتهر تيزنيت بصناعة الحلي المصنوعة من الفضة، بأشكالها التقليدية وبتجلياتها الثقافية العميقة والعريقة، وأيضا بأشكالها المعاصرة الحالية.

تيزنيت عُرفت منذ سنوات كثيرة بتجارة الفضة، إذ يقصدها الزوار من مختلف الأماكن والمدن لشراء ما يلزمهم من الفضة الصافية.

هذا، وترجع أهمية الحلي في الثقافة الأمازيغية بتيزنيت ونواحيها إلى عوامل تاريخية تتمثل أساسا في كون رب الأسرة ومنذ ازدياد أنثى ببيته يعمل على توفير الحلي لها كتقدير لها، ليقوم بتسليمها إليها ليلة زفافها، وخصوصا الحلي تاونزا و لمضمة.

صناعة الفضة في تيزنيت هي إذن موروث تاريخي ورمزٌ للإبداع والجمالية بالمنطقة، دون أن نغفل عن كونه مساهما حقيقيا ومهما في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية، لما لا وهو القطاع الذي يشغل عددا هاما من الحرفيين يضم خيرة الصياغ التقليدين ذوي الخبرة العالية ، يعرضون منتوجاتهم في محلات متعددة لبيع الحلي الفضية، تتوزع على عدد من القيساريات المحاذية لساحة المِشور الشهيرة، أو لْمْشْوْرْ كما يسمى محليا. كما توجد بعض المحلات في أماكن أخرى من المدينة، مثل مجمع الصناعة التقليدية.

عرف تصنيع الفضة في مدينة تيزنيت تطورا كبيرا، حيث انتقل إلى صناعة تقليدية معتمدة على الآلات، لتحضير المادة الخام وتحويلها لتصبح مهيأة للاشتغال عليها من طرف الصناع التقليديين، ويعمل عليها الحرفيون بكل يسر.

وعلى العموم، فإحراز تزنيت لقب عاصمة الفضة لم يأت صدفة، بل هو نتيجة عمل سنوات طويلة، ومثابرة منحت للمدينة السبق لتتحول إلى اكبر سوق وطني يشتهر بجودة وأصالة المنتوج الفضي، زيادة على توفيره لأجمل الحلي الفضية ذات الطابع الأمازيغي مثل: الخواتم والقلادات والأساور وحلقات الأذن والأحزمة…

كما ساهم موقع مدينة تيزنيت في استقطاب العديد من صياغ  الفضة من المراكز الجبلية المحيطة بالمدينة، الذين هاجروا وجلبوا معهم التقنية والخبرة  والأسرار المتوارثة، مما جعل المدينة تحتضن العديد من التقنيات مثل:

تقنية النيال الأسود : القادمة من منطقة لاخصاص.
تقنية الميناء المركب : والتي يتقنها صناع تاهالا  وأنزي.
كما يبدع الصناع التقليديون بالمدينة في صناعة نماذج حلي أمازيغية كانت منتشرة لدى الطوارق .

علما أنه توجد أسواق مازالت مختصة في صناعة الفضة إلى الآن في كل من تاهالا وتِيغمي و أنزي.

مهرجان تيميزار للفضة بتيزينت

تحتضن تيزنيت كل فصل صيف مهرجان تيميزار للفضة، وهو مناسبة للاحتفاء بالفضة وببراعة الصانع والحرفي المحلي، وتثمين المنتوج المحلي، وتوفير فرصة أكبر لتسويقه.

جدير بالذكر أن مهرجان تيميزار للفضة لا يقتصر على الفضة فقط، بل هو لقاء اجتماعي وثقافي وفني واقتصادي… حيث يقام إلى جانب الفضة، معرض للمنتجات الفلاحية وباقي الصناعات التقليدية، مثل الزرابي والخزف،  والصناعات الجلدية، كما يعرف برنامج المهرجان على امتداد أيامه إحياء سهرات غنائية و وندوات فكرية، وعروضا في الفروسية.

يعرف مهرجان تيميزار للفضة بتيزينت على امتداد سنواته أحداثا استثنائية: فقد سبق أن عرفت فعاليته تصميم أكبر خنجر فضي بطول 3 أمتار ونصف، كما تم سنة 2019 خلال فعالياته الكشف عن أكبر حزام  مصنوع من الفضة الخالصة وهي” مضمة ” بطول 125 سنتمترا، وبعرض22 سنتمترا، ووزن 3 كيلوغرامات.

هذا ويسعى المهرجان إلى أن يكون أكبر معرض دولي للفضة، حيث يزداد عدد الدول المشاركة في فعالياته سنة بعد أخرى.

وهذا فيديو عن الموضوع من قناتنا أهلا أكادير على يوتيوب

عن أهلا أكادير

أهلا أكادير - نافذتكم على أكادير و جهة سوس ماسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.